تضمنت فعاليات أيام الفن التشكيلي السوري السابع “حضور الذاكرة” الذي تقيمه مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة معرضاً بعنوان “ذاكرة الماء” في حديقة المتحف الوطني بدمشق.
ويتناول المعرض 11 عملاً فنياً لطلاب وخريجي كلية الفنون الجميلة بالتعاون مع مؤسسة مدد الثقافية بإدارة الفنانة التشكيلية بثينة علي ومروان طيارة، وتبرز الأعمال رمزية الماء في الفن التشكيلي من خلال تقنيات (تجهيز بالفراغ، تجهيز تفاعلي، تجهيز فيديو).
وانطلقت فكرة المعرض الرئيسية من نتاج ورشة عمل أقيمت في شهر آب الماضي من خلال زيارة المصورة البرازيلية “فيرناندا ليبيرتي” إلى سورية، حيث اجتمعت مع الفنانين المشاركين في الورشة، وتحدثت عن أهمية ورمزية الماء في عيون الفنانين العالميين، حيث إنها تشكل 70 بالمئة من التكوين وتعد موضوعاً حساساً وجب تناوله من قبل الفنانين.
وحملت الأعمال المشاركة بتقنياتها المختلفة عناوين “البعد الأول” و”تلاشي” و”صدى قطرة” و”شخص” و”أمواج التباين” و”الأسباب” و”اتلانتس” و”تحذير ضغط عميق” و”كوب من الماء” و”دعوة إلى الحلم” و”عروسة نهر بردى” في إشارة لما تعرض له نهر بردى من تلوث خطير.
وجميع الأعمال كتب لها مقالات تعرف بفلسفة الأعمال وبطريقة تترجم أفكار الفنانين المشاركين، ومنها ما كتب لعمل “تحذير ضغط عميق” للفنانة لينا الكاتب والذي عكست من خلاله أفكارها في إنتاج عملها، وقالت فيها “خذ نفساً عميقاً واسبح في دائرة الأفكار، صوتك يتحدث باستمرار، فكر بكل ما يسعدك وابتسم ستأتي الأشياء التي تشبهك وتشعرك بالحياة”.
وانطلاقاً من هذه الكلمات عبرت الكاتب عن عملها الذي يربط بحسب تعبيرها بين أعماق البحار وأعماق مشاعر الإنسان الداخلية، موضحةً أنها تجسد عمق البحار بطريقة إيجابية، وتؤكد على أن الصوت الداخلي للإنسان هو البوصلة الحقيقية له نحو الطريق الصحيح في حياته.
وفي تصريح لمراسل سانا قالت وزيرة الثقافة الدكتورة ديالا بركات: “ما بين عدة أجيال متباينة بالأعمار والخبرة والمدارس الفنية المتنوعة من الجميل أن نرى حضوراً واضحاً وفعالاً للشباب سواء كان بالأعمال في المعرض السنوي أو في الأعمال التي تم تنفيذها في حديقة المتحف والتي هي أفكار مختلفة تعبر عن واقع يعيشه الشباب السوري، حيث إنهم يواكبون الحركة الفنية من خلال تجسيدهم لمدارس تجريدية وتعبيرية وغيرها، ومن الجميل أن نرى أعمالاً حديثة تعبر عن الذائقة الفنية لهؤلاء الشباب”.
وأضافت وزيرة الثقافة: “إن الشباب السوري لطالما كان وما زال مثقفاً وواعياً بما يعيشه وهو بطبيعة الحال كما كل شباب العالم في كل مرحلة عمرية يمر بتخبطات وآراء ومعتقدات مختلفة، ولكن عندما تكون جذوره ثابتة فهو سيعود إليها حتى وإن كنا نعاني من غربة شبابنا السوري ولكنهم معنا بشكل أو بآخر”.
بدوره قال منسق المعرض “مروان طيارة”: إن مؤسسة مدد تدعم الفنانين الشباب في مشاريعهم وأفكارهم الفنية، حيث إنهم يكتبون بأعمالهم الفنية الواقع الذي نعيشه في الوقت الحاضر”.